هذيان
- عبد الله عبيد
- 3 يونيو 2020
- 1 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 17 ديسمبر 2020
أضع یدي حیث لا أعلم، وأصغي إلى بقایا جسدي وهو یلفظ أیامه المتعبة، أضع یدي حیث لا أعلم حیث تمتحن الحشرات النحاسیة ظلالها والأوراق الملونة ما تبقى منها لم یعد أحد من نفسه قبل الآن ولم أذهب أنا أيضا أدرب أشياء الروح على أن تظل أشياء الروح فقط شعري أن يظل وفيا لأسلافه أضع يدي حيث لا أعلم أضعها حيث الحروب تفتك ببلادي حيث ينام الحزن والألم حيث تستدير الحياة على نفسها كأفعى حيث تستيقظ الذكريات البليدة والفواجع والنوائب وكل ما يخزُ القلب دفعة واحدة ماذا أسمي هذا الصقيع الشديد الذي يتقاذفني فيما بينه؟ ماذا أسمي هذا الخواء الذي يجرني من قدميّ؟ أفلتُ نفسي كمسحول، وأسلم نفسي لما سيحدث لن أصارع التيار، ولن أقف في وجه العاصفة لي من التجاعيد ما يعيق القوافل على أن تكمل سيرها لي من الخيبات ما يكفي للإطاحة بقبيلة من الصعاليك ولي من كل شيء.. ما أريد ثمة داخلي ما ينقفل وينفتح لمحض إرادته ثمة ضحايا يصرخون بثاراتهم، ومعذبون ثمة أجراس لا تكف عن القرع آلهة تسخر من قاتليها ثمة ما يجعلني فاغراً كالأبدية وحزينا كنهر جفّ منذ زمن ثمة ما يجعلني خائفا ومهزوما ومنتصرا ثمة ما يجعلني أضع يدي حيث لا أعلم
تعليقات